سمو الآغا خان عند حصوله على جائزة المواطنة العالمية: "التنوع سبب لفتح النوافذ، وليس لبناء الجدران".
تورنتو، كندا، 21 سبتمبر 2016 - تسلّم سمو الآغا خان اليوم جائزة أدريان كلاركسون الافتتاحية للمواطنة العالمية خلال فعاليات حفل اختتام "مؤتمر فضاء المواطن ذي الست درجات"، والذي استمر لثلاثة أيام، وهو مبادرة عامة جديدة لمعهد المواطنة الكندية. تُمنح الجائزة للأشخاص الذين أظهروا خلال مسيرة حياتهم بأكملها التزاماً ثابتاً لا يتغيّر بمُثُل الانتماء والاندماج.
عند قبوله الجائزة في تورنتو، ركّز سمو الآغا خان خلال كلمته على قيم المواطنة العالمية وروح التعددية التي تقوم عليها. وأشار سموّه إلى أن تبنّي مثل هذه القيم "لا يعني المساومة على أواصر المواطنة المحلية أو الوطنية. وإن الدعوة للتعددية يجب أن تطالبنا وتشجّعنا على احترام اختلافاتنا وليس تجاهلها، ودمج التنوع، وليس التقليل من قيمته".
كما تحدث سمو الآغا خان عن ضرورة التحلّي بالمسؤولية لتحسين نوعية حياة السكان في العديد من الأماكن حول العالم، والتي تواجه مشاكل محددة، مقترحاً أن "أخلاق التعددية الصحية" يمكن أن تكون مفيدةً في محاربة الفقر وتحسين الصحة والتعليم وتوسيع الفرص.
من جانبه، أعرب رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو عن مشاعره الحارة من خلال رسالة وجهها عبر الفيديو بُثت خلال فعاليات الحفل، حيث قال: "شكراً لك سمو الآغا خان، فقد أصبحت كندا والعالم أقوى وأكثر ثراءً بسبب التزامك بالتنوع، وسعيِّك لإيجاد أرضية مشتركة لمساعدة الأشخاص الأكثر ضعفاً، فضلاً عن إيمانك بعالم أفضل وأقرب وأكثر شمولاً".
هذا وأقر سمو الآغا خان خلال كلمته بأن "التعايش مع التنوع يعتبر عمليةً صعبةً، ولكن مهمة التعددية تتطلب عملاً مستمراً على الدوام". وعند حديثه عن هذه التحديات، شدد سموّه على "ضرورة عدم إضعاف هوية المرء في عالم يتسم بالتعددية، بل يجب النظر إليها بوصفها جزءاً من هذا النسيج متعدد الألوان".
كما أشار سموّه إلى أن تحديات الهوية واحتضان "الآخر" وقبول الاختلاف قد لا تنبع ببساطة من خلال نقل السكان لمكان منفصل عن موقعهم الأصلي، ولكن أيضاً بسبب التغيّرات التي طرأت على مجال التكنولوجيا، والتي سببت عزلةً، فضلاً عن الميول الجيدة والرامية للتغاضي عن الاختلافات. وقال سموّه: "نعم، يتوجب على إنسانيتنا الكامنة أن تحفّز سعينا نحو التعددية الصحية. لكن مثل هذا المسعى يجب أن يُبنى ويترافق مع استجابة تتعاطف وتتفهم اختلافاتنا المهمة".
مع الاعتراف بأن العديد من النقّاد ينظرون حالياً للتنوع بوصفه مصدر إزعاج على المستوى الاجتماعي ويؤدي إلى مزيد من التعقيد والانقسام، قدم سموّه ملاحظة مليئة بالتفاؤل، مشيراً إلى أن وجهات النظر تشكّل أهمية كبيرةً، وأن "التنوع بحد ذاته هدية رائعة. التنوع ليس سبباً لبناء الجدران، بل سبب لفتح النوافذ. وهو ليس عبءٌ بل نعمةٌ". وأكد سموّه ضرورة أن يمتد هذا الانفتاح إلى ما وراء حدودنا لأن "التعددية تعني الاستجابة للتنوع ليس فقط داخل الوطن، ولكن على الصعيد العالمي، فضلاً عن أهمية خلق رؤى حقيقية تُسهم بخلق الفرص بغض النظر عن القيود أو التغيّرات المخيّمة على الأجواء".
واختتم سموه كلمته معلّقاً على مستقبل المواطنة العالمية، مؤكداً أنه بغض النظر عن صعوبة الوصول لعقلية تتميّز بالتعددية، فإن محاولة دمج هذه القيم في الحياة اليومية يُعتبر أحد أهم المهمات التي تواجه العالم حالياً: وهي تعني القيام بعمل جاد، ورغم أن هذا العمل لن يكتمل أبداً إلا أنه يشكّل أهمية كبيرةً".
لمزيد من المعلومات حول جائزة أدريان كلاركسون للمواطنة العالمية و"مؤتمر فضاء المواطن ذي الست درجات، انقر هنا، ولمزيد من المعلومات حول شبكة الآغا خان للتنمية، انقر هنا.
لاتصالات وسائل الإعلام:
ناديا السوماني
شبكة الآغا خان للتنمية
سيمين عبد الله، مدير قسم الاتصالات
ملاحظات
سمو الآغا خان، مواطن كندي فخري وحاصل على وسام كندا الفخري، هو الإمام الوريث التاسع والأربعين لمجتمع المسلمين الشيعة الإسماعيليين ومؤسس ورئيس شبكة الآغا خان للتنمية. تعمل شبكة الآغا خان للتنمية في 30 دولة وتوظف حوالي 80 ألف شخص. تعمل وكالاتها غير الطائفية في العديد من المجالات وتتراوح من الصحة والتعليم إلى التنمية الريفية والهندسة المعمارية والثقافة والاستدامة الاقتصادية. هذا وشدد سمو الآغا خان من خلال عمله والمؤسسات التي أنشأها على أهمية التعددية في تعزيز الانسجام العالمي.
تتضمن المبادرات في كندا إنشاء المركز العالمي للتعددية بالشراكة مع حكومة كندا، ومتحف الآغا خان في تورنتو والمركزين الإسماعيليين في فانكوفر وتورنتو، حيث تعمل جميعها وبطرقٍ مختلفة كمنصة تشجّع على الحوار والتعليم، إضافةً لتعزيز التفاهم بين بعضها البعض وبناء الجسور عبر الثقافات.