According to Chipurson Valley school Headmaster Atta-Ur Rehman (left), since AKF's School Improvement Programme teachers have reported a more positive, effective exchange with their students.

AKDN / Christopher Wilton-Steer

منذ ذلك الحين، تلقت مدرسة وادي تشيبورسون إلى جانب أكثر من 270 مدرسة أخرى في مناطق إقليم غيلغيت – بالتستان وشيترال العامة برنامجاً فريداً يهتم بوضع الأطفال في مركز أنشطة التعلم. وفي عام 2016، بدأت مؤسسة الآغا خان مشروعاً تعليمياً مبتكراً يسمى "برنامج تحسين المدارس"، حيث يعتمد على منهاج "المدرسة بأكمله" في التعليم، والذي يتضمن مشاركة جميع أصحاب المصلحة، من أولياء الأمور والمعلمين إلى المسؤولين الحكوميين، للعمل معاً من أجل تحسين نتائج التعلم.

بيئة مليئة بالتحديات

في مدرسة كيرمين الحكومية الثانوية للبنات، إحدى مدارس "برنامج تحسين المدارس" في وادي تشيبورسون حيث يعمل عطا الرحمن مديراً، يتمثل التحدي الأكبر في نقص المعلمين. يعتبر هذا النقص حقيقةً واقعةً بالنسبة للمدارس في جميع أنحاء باكستان، ولكنه ملموس على نحوٍ واضحٍ في المناطق الريفية، ما أدى إلى اكتظاظ الفصول الدراسية والمعلمين، الذين يديرون صفوفاً متعددة من الأطفال في فصل واحد دون تدريبات كافية.

يساهم بُعد المدرسة في جعلها أقل جاذبية للمعلمين المؤهلين تأهيلاً عالياً، والذين يفضلون العيش في بلدات ومدن قريبة وأكثر اكتظاظاً بالسكان مثل مدينة غيلغيت الرئيسية.

إضافةً إلى أن الظروف الجوية القاسية، التي تواجهها هذه المنطقة من أكتوبر إلى أبريل، تشكّل مشقةً إضافيةً، حيث يمكن لدرجات الحرارة خلال فصل الشتاء أن تنخفض على نحوٍ كبير، ما يجعل الطقس شديد البرودة بالنسبة للأطفال للذهاب إلى المدرسة.

ووفقاً لـلمدير عطا الرحمن، تمثَّل أهم تغيير منذ تطبيق "برنامج تحسين المدارس" في سلوك المعلمين تجاه الأطفال، حيث أنه عندما جاء إلى المدرسة لأول مرة منذ 10 أشهر، كان المعلمون يكافحون لإدارة فصولهم الدراسية بطرق لا تنطوي على عقوبات جسدية. والآن، يفهم المعلمون المفاهيم الأساسية للقيادة التعليمية وطرق التدريس الفعالة التي تسمح لهم بالإشراف على فصولهم بشكل أكثر فعالية وأخلاقية.

تعليم المعلمين

يتمثل الجوهر الأساسي لـ "برنامج تحسين المدارس" في نموذج التدريب الخاص به، والذي يعزز قدرة المعلمين على معالجة مجموعة متنوعة من التحديات التي تواجه المدارس الحكومية الباكستانية: بدءاً من نقص المعلمين والتجهيزات والإمدادات وصولاً لنقص مشاركة أولياء الأمور.

بدعم من مراكز التطوير المهنية التابعة لمعهد التطوير التربوي بجامعة الآغا خان في غيلغيت وشيترال في شمالي باكستان، يصبح المعلمون، الذين تم اختيارهم، ومدراء المدارس والمسؤولون الحكوميون مدربين، فضلاً عن تلقيهم تدريبات صارمة على الموضوعات التالية:

• وضع خطط لتطوير المدرسة باستخدام نهج المدرسة بأكمله.

• صقل مهارات القيادة التربوية وتعزيز مجتمعات الممارسة التربوية.

• تعزيز المعرفة والمهارات في تعليم وتنمية الطفولة المبكرة.

• تعزيز ثقافة القراءة من خلال برنامج القراءة للأطفال.

• إدارة طريقة التدريس في العديد من الصفوف.

يعود هؤلاء المعلمون إلى مجموعاتهم المدرسية ويديرون جوهر هذه التدريبات لأقرانهم فيما يتعلق بالتدريس. إضافةً لذلك، يتلقى معلمو الموارد الرئيسية، الذين تم اختيارهم، تدريبات في اللغة الإنجليزية والرياضيات والعلوم واللغة الأردية، حتى يتمكنوا من العمل كموجهين لأقرانهم، فضلاً عن تشجيع المعلمين على التعلم من بعضهم البعض. بدأت هذه العلاقات والاحترافية التي أثارها التدريب، في تحفيز المعلمين في المدارس المدعومة من "برنامج تحسين المدارس" بطرق لا يمكن تصوّرها.

تعليم نابع من القلب

يلاحظ المدير رحمن تغييراً أساسياً في مدرسته منذ تطبيق "برنامج تحسين المدارس"، حيث تحسّن أسلوب التدريس والتعلم، الذي يعتمد على التبادل بين الطلاب والمعلمين، ويقول: "أصبح سلوك المعلمين حالياً هادئاً ومليئاً بالدف والدعم".