الشبكة و
يعتبر المجتمع المدني، الذي يتميّز بالحيوية والجدارة، حجر الأساس في الوصول لأمة مفعمة بالصحة والازدهار، ولهذا من الضروري إجراء تحسينات في نوعية حياة البشر وذلك لأن الناس هم أفضل من يعرف كيفية دفع عملية التقدّم نحو الأمام. ورغم ذلك، يعاني المجتمع المدني في العديد من مناطق العالم من نقص في المعرفة التقنية والموارد البشرية، فضلاً عن الوسائل المالية. ولمعالجة تلك الثغرات، تعمل شبكة الآغا خان للتنمية منذ أكثر من 100 عام على بناء مؤسساتٍ قوية تهتم بتجريب التنوّع والتكيّف معه واستيعابه.
تقوم مؤسسات المجتمع المدني المهتمة بمجالات التعليم والصحة والعلوم والأبحاث والثقافة، على سبيل المثال، والتي تأسست على الأخلاقيات والقيم الكفيلة بتحقيق تقدم وتغيير إيجابي، بتسخير الطاقات الخاصة للمواطنين الملتزمين بالصالح العام.
المزيد
قامت برامج الآغا خان لدعم المناطق الريفية بتوظيف والاستفادة من الديمقراطية الشعبية والمجتمع المدني والتعددية كنقطة انطلاق لتحقيق تحسّن كبير في الظروف المعيشية عند الناس ممن يعيشون في المناطق الجبلية النائية والمناطق الساحلية، فضلاً عن المناطق الأخرى ذات الموارد المحدودة. وتُعد التحسينات الهامة التي استهدفت المنظمات القروية التي يشرف عليها المواطنون من ضمن الأمور المركزية التي شكّلت تحولاً، لما لها من أهمية في تحفيز المجتمعات المتنوعة للبحث عن حلول مشتركة للمشاكل الشائعة. تقدم تلك المنظمات المساعدة لأكثر من 8 ملايين شخص على تحقيق قدر أكبر من الأمن الغذائي ودخل أعلى للأسر، فضلاً عن زيادة فرص العمل.
تعمل جامعة الآغا خان على تقديم خدمات عالية الجودة في مجال الرعاية الصحية، فضلاً عن إجرائها للتدريبات والأبحاث في العالم النامي منذ أكثر من 30 عام. وقد جرى تأسيس الجامعة أصلاً في باكستان للمساعدة في تحسين الرعاية الصحية المقدمة في المنطقة، ثم توسّعت الجامعة نحو شرق إفريقيا، لتمتد مواقع التدريس بعد ذلك إلى ثلاث قارات. يقوم أكثر من 14 ألف خريج من الأطباء والممرضات والمعلمين ومدراء المدارس برفع جودة المعايير، فضلاً عن لعب أدوار رائدة في مجالات تخصصاتهم. هذا وتجدر الإشارة إلى أن كليات الفنون والعلوم الجديدة في مدينة كراتشي في باكستان، ومدينة أروشا في تنزانيا هي قيد الإنشاء. وسيقوم خريجو تلك الكليات بمعالجة القضايا الحاسمة المتعلقة برفاهية المجتمع، وستضم الكليات الأقسام التالية: قسم الهندسة المعمارية والمستوطنات البشرية، قسم التنمية الاقتصادية، قسم علم السياسة العامة والمجتمع المدني، قسم القانون، وقسم وسائل الإعلام والاتصالات.
كما تعمل شبكة الآغا خان للتنمية على تعزيز وتطوير "بيئة تمكينية" تتيح للقطاع الخاص بصفةٍ عامة وللمجتمع المدني بصفةٍ خاصة تقديم مساهماتٍ كاملة على مستوى تنمية الأمة. هذا ويعتبر وجود جهاز حكومي فعال ونشط من العوامل الضرورية لأي دولة نامية، إلا أنه وفقاً لتجربة الشبكة، لا يمكن ترك جداول أعمال التنمية المعقدة للدولة فقط، وذلك لأن تحقيق التنمية في الأمة يتطلب مبادرات خاصة من الشركات الربحية ومنظمات المجتمع المدني غير الربحية بهدف الاستفادة الكاملة والفعالة من الإمكانات البشرية للبلاد، بالتزامن مع توليد الموارد المادية (المواد الموجودة في العالم الطبيعي، والتي لها استخدام عملي وذات قيمة للبشر)، إلى جانب تطوير قاعدة اجتماعية واقتصادية مفعمة بالقوّة والحيوية. ولهذه الأسباب، يعتبر إنشاء بيئة تمكينية أمراً ضرورياً لبناء المجتمع المدني، وهذا ما يهدف إلى تحقيقه برنامج المجتمع المدني وشبكة الآغا خان للتنمية بشكل عام.
لمزيد من المعلومات عن برنامج الصحة في مكان العمل التابع لشبكة الآغا خان للتنمية، انقر هنا.
ولمزيد من المعلومات حول خلق بيئية تمكينية، انقر هنا.
>