أمضيت في هذه الجبال ما يقرب من العام، وهذا لم يكن من ضمن ما خططت له.
وصلت لأول مرة إلى جبال بامير في أغسطس من العام الماضي في سيارة جيب رباعية الدفع، حيث سلكت طريقاً غير مستوية على طول أوتوستراد بامير السريع من أوش إلى دوشانبي. وما زلت متواجداً في جبال بامير في إقليم بداخشان الذي أحبه. خلال جائحة كوفيد-19 العالمية، قدّم لي مكتب جمعية بامير للسياحة البيئية الثقافية، ومكتب حاكم إقليم غورنو باداخشان ذاتي الحكم السيد يودغور، والسيد جوبيري وفريقه في وزارة الخارجية، خدمات ودعم لا يُقدّران بثمنٍ.
في الصيف الماضي، انطلقت بدراجتي الهوائية للسفر من موسكو إلى بكين على طول طريق سكة قطار "ترانس سيبيريان إكسبرس" البديل، وكنت استكشف الطريق على دراجتي. كان من المفترض أن تدوم رحلتي ثلاثة أشهر فقط، لكن في مرحلةٍ ما قررت التوقف في إحدى المناطق على طول الطريق لقضاء فصل الشتاء، مُقرراً التوجه نحو بكين في الربيع القادم.
akf-tajikistan-36206405914_0d14bea815_k.jpg

بصفتي مدرساً متطوعاً في برنامج المهارات الحياتية التابع لمجلس الجماعة الإسماعيلي، سافرت إلى جميع مناطق إقليم غورنو باداخشان ذاتي الحكم لتقديم دورات تدريبية لمعلمي اللغة الإنجليزية في قراهم، إضافةً لقدومي إلى هنا للتعبير عن محبتي لجبال بامير وسكانها.
مع انتهاء فصل الخريف وقدوم الشتاء ثم فصل الربيع، بدأت تُزهر شجرة الكرز بالقرب من نافذة منزل العائلة التي تستضيفني. بينما كنت أستمتع بتناول آخر مطربان من مربى الكرز من مخزن العائلة، لم أكن أتصوّر أنني سأبقى هنا حتى نضوج الكرز بسبب انتشار جائحة كوفيد-19 حول العالم، وها أنا أتناول الكرز الطازج، والمشمش، والتوت، والتفاح مباشرة من أشجار الحديقة.
منذ اللحظة التي دخلت فيها مكتب جمعية بامير للسياحة البيئية الثقافية في الخريف الماضي، قدّم الموظفون دعماً كبيراً، وبذلوا قصارى جهدهم لمساعدتي، فضلاً عن قيامهم بمرافقتي في كثير من الأحيان إلى المباني الحكومية لمساعدتي في التسجيل، ناهيك عن اتصالي بهم عبر الهاتف في أوقات غير مناسبة. المساعدات التي تلقيتها من مكتب حاكم إقليم غورنو باداخشان ذاتي الحكم السيد يودغور والسيد جوبيري وفريقه في وزارة الخارجية لم تكن لتتحقق لولا الدعم الذي قدمه فريق جمعية بامير للسياحة البيئية الثقافية.
akf-tajikistan-pecta-tourism-information-center-2-scaled.jpg

akf-tajikistan-33096500848_8cc3cd3300_k.jpg

akf-tajikistan-49547781672_1490074aa8_k.jpg

akf-tajikistan-img-20200721-wa0002-1-e1599215304697.jpg

akf-tajikistan-47._traditonal_tajik_dress-bis_r.jpg

إضافةً إلى التسويق والترويج للموقع كوجهة سفر جذابة، فضلاً عن تطوير المنتجات، تعمل جمعية بامير للسياحة البيئية الثقافية على الحفاظ على التراث التاريخي لبامير، إضافةً لحماية الموارد الطبيعية، حيث يُعد دعم الحديقة الوطنية الطاجيكية، وهي أحد الأماكن الطبيعية المدرجة على موقع اليونسكو للتراث العالمي، من بين مبادرات حماية الموارد الطبيعية.
منذ عام 2018، وبالتعاون مع مؤسسة الآغا خان في أفغانستان وجامعة آسيا الوسطى، بدأت جمعية بامير للسياحة البيئية الثقافية في الترويج للسياحة في الأجزاء الشمالية من مقاطعة بدخشان في أفغانستان وتطوير السياحة عبر الحدود. منذ بدء هذا التعاون، بدأت جمعية بامير للسياحة البيئية الثقافية بطباعة كتيّب حول الفرص السياحية المتوفّرة عبر الحدود، وأنتجت مقاطع فيديو ترويجية.
تم نشر هذه المقالة لأول مرة على موقع مؤسسة الآغا خان في المملكة المتحدة.