لا يرتبط تقديم الرعاية الصحية في طاجيكستان بنقص المرافق بقدر ما يتعلق بضرورة ترشيد النظام القائم وتحسين الجودة. بينما يتسم الوضع الصحي للسكان في أفغانستان بالضعف، وذلك بسبب الحرب التي استمرت أكثر من 20 عاماً، الأمر الذي جعل البنية التحتية الصحية في وقت دخول شبكة الآغا خان للتنمية عام 2002 مُهملة للغاية.
تمثلت استجابة شبكة الآغا خان للتنمية في قطاع أفغانستان الصحي حتى الآن عبر مزيج من تطبيق تجربتها شمالي باكستان وطاجيكستان. إضافةً أن وزارة الصحة الأفغانية وضعت، وبدعم من منظمات الأمم المتحدة والجهات المانحة والمنظمات غير الحكومية بما في ذلك مؤسسة الآغا خان للخدمات الصحية ومؤسسة الآغا خان، إستراتيجية على مدى السنوات الماضية تتضمن حزمة أساسية من الخدمات الجوهرية، التي يجب على أي وكالة ترغب في تقديم الخدمات الصحية إلى الأفغان تقديمها قبل أية خدمات أخرى.
يعمل حالياً 29 مركزاً صحياً أساسياً و6 مراكز صحية شاملة في مقاطعات باداخشان وباغلان وباميان، إضافة إلى مستشفى المقاطعة في باهاراك ومستشفيات المقاطعات في باميان وفايز آباد. يقوم مجمع المراكز الصحية بتشغيل مركز صحي في كل قرية، ويعمل في كل مركز اثنين من العاملين في مجال الصحة المجتمعية، رجل وامرأة. وبفضل هذه المرافق الثلاثة والعشرين والعاملين المُدربين في مجال الصحة المجتمعية في جميع القرى، يتم توفير بنية تحتية أساسية لتقديم الرعاية الصحية لـ400 ألف شخص. تُمثل ترتيبات الدفع التي يقوم بها الفرد والحكومة وشبكة الآغا خان للتنمية الاتجاه الحالي للسياسات في أفغانستان بهدف تقاسم تكاليف تقديم الخدمات.
يهدف برنامج الصحة في جمهورية قيرغيزستان إلى دعم الحالة الصحية للمجتمعات في المناطق النائية والجبلية من البلاد، وذلك من خلال تحسين الحصول على الرعاية الصحية الجيدة على المستوى المحلي وتعزيز النهوض بالصحة، مع إيلاء تركيز على نحو خاص على النساء في سن الإنجاب والأطفال دون سن الخامسة.
دفع انهيار الاتحاد السوفييتي ووقف الدعم، والحرب الأهلية التي حدثت بين 1992-1997، ولا سيما في منطقة غورنو- باداخشان الجغرافية إلى بدْأ شبكة الآغا خان للتنمية بتقديم أنشطتها الصحية هناك عام 1997. يذكر أن الخدمات الصحية، التي كانت تُمول في السابق على نحو سخي نسبياً، لم يعد مُخصص لها أية ميزانية تقريباً.
كانت القضية بالنسبة لشبكة الآغا خان للتنمية تتمثل في كيفية دعم النظام في وضع يكون فيه الإصلاح هو الأولوية، وعلى نقيض شمالي باكستان حيث عملت شبكة الآغا خان للتنمية تقريباً في استبعاد السياسات والنظم الحكومية، كانت الإستراتيجية في غورنو- باداخشان تعمل بشكل وثيق جداً مع الحكومة، نظراً لوجودها الواضح، ولتقديم المساعدة في ضبط قدراتها على وضع جديد ودعم إصلاح النظام بهدف تحسين الحصول على رعاية ذات جودة عالية وفي نفس الوقت الاهتمام بالاستدامة المالية.
نفذت مؤسسة الآغا خان للخدمات الصحية، بدعم من مؤسسة الآغا خان والوكالات المانحة الدولية والمشاركة النشطة من المجتمعات وبالشراكة مع وزارة الصحة في غورنو- باداخشان، مجموعة واسعة من التدخلات في مجال تعزيز الصحة، إعادة تأهيل وتجهيز المرافق، شراء الأدوية، وفي مجال التوزيع والمبيعات، إضافة إلى التدريب على الممارسات السريرية والإدارية الجديدة. هذا ويتم إيلاء اهتمام خاص لـ"الاحتراف" في مجال التمريض وطب الأسرة، فضلاً عن أن جميع التدخلات البرامجية تم تصميمها لحماية وتعزيز الوضع الصحي للفئات الأكثر ضعفاً في المجتمع الطاجيكي، أي النساء في سن الإنجاب والأطفال دون سن الخامسة، ولتشجيع وزارة الصحة، داخل الإقليم الذي يبلغ عدد سكانه نحو 220 ألف نسمة والذين يتم استهدافهم مباشرة عبر القيام بمجموعة من التدخلات في جميع أنحاء طاجيكستان، للتحول من التركيز على الرعاية العلاجية المقدمة في المستشفيات العامة والمتخصصة إلى التركيز على الرعاية الأولية والعائلية المدعومة بالخدمات في تلك المرافق.
وبالاستفادة من هذه التجربة، تقوم مؤسسة الآغا خان للخدمات الصحية حالياً بتوسيع برنامج الصحة المجتمعية نحو مناطق جغرافية أخرى في البلاد مثل راشت وكاتلون. وخلال تنظيم الشراكة بين القطاعين العام والخاص، تقوم مؤسسة الآغا خان للخدمات الصحية أيضاً بإدارة خدمات التشخيص المطورة في مستشفى خوروغ أوبلاست العام.