أحرزت أفغانستان تقدماً ملحوظاً منذ عام 2001 في وضع أُطر تشريعية وسياسية للاعتراف بحقوق المرأة بما يتماشى مع المعايير الدولية. ورغم ذلك، يُعد تمكين المؤسسات والأفراد المحليين بهدف تسهيل تطبيق الحقوق المكتوبة على الورق عملياً جزءاً أساسياً مفقوداً.
يُعتبر برنامج تمكين المرأة في أفغانستان أحد مشاريع مؤسسة الآغا خان في كندا، ويمتد لأربع سنوات ويهدف إلى تعزيز تمكين المرأة عبر زيادة مشاركتها على المستوى الاجتماعي والاقتصادي في مقاطعات بغلان، باميان، وتخار. ومن خلال إنشاء مؤسسات قوية تهتم كثيراً بالمساواة بين الجنسين، إضافةً إلى الوصول إلى بيئة تمتلك فيها النساء حرية الاختيار وتسعى نحو فرص العمل، يمكن تمكين النساء اجتماعياً واقتصادياً للوصول إلى قرارات مليئة بالثقة بشأن مستقبلهن والانخراط مع المجتمع من حولهن.
لكن كيف يبدو ذلك على أرض الواقع؟ فيما يلي بعض القصص من مقاطعة باميان، أفغانستان:
قام برنامج تمكين المرأة في أفغانستان بانتهاج طريقة من خلال المجالس الاستشارية المجتمعية، والتي تتألف من قادة تقليديين ومنتخبين من الرجال والنساء، حيث يجتمعون ويناقشون كيفية تقديم الدعم لمبادرات المساواة بين الجنسين. في مركز قرية واراس في باميان، عمل المجلس بنشاطٍ من خلال التعاون مع رجال الدين لتحسين حصول المرأة على الحرية في الحركة والمناقشة، وضرورة أن يكون لها الحق في تقرير مستقبلها. حدث ذلك رداً على الحادثة المأساوية التي جرت في عام 2016 عندما انتحرت عدة فتيات مراهقات في المجتمع نتيجةً لمنعهن من متابعة التعليم الجامعي.
akf-afghanistan-cbsg_waras_1r.jpg

منذ عام 2016، ارتفع عدد الفتيات في المدارس الثانوية، فضلاً عن عدد الشابات الملتحقات بمرحلة ما بعد الثانوية في مركز واراس إلى مستوى تاريخي، وهو أعلى مستوى منذ بدء الاحتفاظ بالسجلات في المجتمع.
تم أيضاً تشكيل مجموعة ادخار مجتمعية "هميشة بحر" في منطقة واراس في عام 2016، حيث يساهم كل عضو بمبلغ 100 أفغاني أفغاني (حوالي 1.30 دولار أمريكي) شهرياً. وبدءاً من يونيو 2019، بلغت مدخراتهم المتراكمة 34 ألف "أفغاني أفغاني" (437 دولار أمريكي).
في البداية، ساعدت مجموعة الادخار النساء على إرسال بناتهن إلى المدرسة، ثم في عام 2019، قام الأعضاء بافتتاح متجر لبيع منتجات الحليب، والذي يكسب حالياً 6500 "أفغاني أفغاني" كل شهر (87 دولار أمريكي)، حيث يتم تقاسم الأرباح بين جميع النساء اللواتي يساهمن بمنتجات الحليب في المتجر.
من جانبها قالت زليخة، قائدة المجموعة: "ساهم المتجر في زيادة رغبتنا بتعلم أعمال جديدة. لقد سمعنا عن نساء أخريات تلقين الدعم من مؤسسة الآغا خان وبدأن بتجارة العسل، ونحن مهتمون بتعلم كيفية تربية النحل".
akf-afghanistan-cig_group1r.jpg

على نحو متزايد، تنتهز النساء اللواتي يجتمعن من خلال مجموعات الادخار المجتمعية الفرصة للمشاركة معاً في الأعمال التجارية. في قرية قون ياري، اجتمعت 15 امرأة من خلال مجموعة الادخار ممن يجمعهن اهتمام مشترك بتربية الأغنام. تقدموا معاً للحصول على تمويل من أجل المشروع بدعم من البرنامج. سمح لهن الصندوق بالاقتراض "من أنفسهن" للاستثمار والسداد والاستثمار مرة أخرى.
وجد مشروع "قون ياري" في الوقت الراهن طرقاً لكسب المال من خلال تربية الأغنام على مدار السنة: تربية الصغار (الحملان) في الربيع، والعمل في مجال اللحوم ومنتجات الألبان في الصيف والخريف، فضلاً عن صناعة السترات والمعاطف من الصوف في الشتاء.
بدورها قالت ثريا، قائدة مشروع "قون ياري": "ننجح في كل استثمار نقوم به، وأحياناً تبلغ نسبة الأرباح ثلاثة أضعاف. على سبيل المثال، اشتريت غنمة (نعجة) واحدةً، حيث استفدت من بيع حليبها، ومن صغيرها (حَمَلها)، صوفها، ومنها نفسها عندما أصبحت بالغةً، وتمكنتُ من جمع ثلاثة أضعاف ما اقترضته!"
تتمثل خطتهم الخمسية في إقامة علاقات منتظمة مع مراكز أكبر وربما فتح متاجر إضافية في مركز باميان، وهي تركز بشكل خاص على منتجات الصوف الخاصة بهنّ. وهنّ يأملن في يوم ما أن يتمكّنّ من فتح متجر في العاصمة كابول، حيث وجدن عملاء لمنتجاتهنّ من المعاطف الصوفية.
akf-afghanistan-coats_sweater-r.jpg

تُعد "منظمة الغد الأفضل" في أفغانستان واحدة من ست منظمات نسائية تلقى الدعم من برنامج تمكين المرأة في أفغانستان. يقع مقرها في مركز باميان، وهي تركّز على التمكين الاقتصادي للمرأة، ولا سيّما، قيام المزيد من النساء بأدوار مهنية، ومن ضمنها تقديم الخدمات العامة لأفراد المجتمع.
يقول حياة الله، المدير المالي لمنظمة الغد الأفضل في أفغانستان: "ثمة تغيير في باميان ... أصبح الناس على استعداد للإنصات للنساء في أماكن العمل وفي المناصب القيادية".
akf-afghanistan-obta1r.jpg

لا يزال الطريق للوصول إلى المساواة بين الجنسين طويلاً. لكن هذه القصص من باميان تمنح الأمل لجيل جديد من النساء والفتيات الأفغانيات المتمكّنات.
تم اقتباس هذا النص من عرض تقديمي نشرته مؤسسة الآغا خان في كندا.